(أوبريت شعري عامي من خمسة ليال يجتمع فيه الراوي مع أهل القرية يروى لهم القصة ويتداخلون في الرواية)
l قدمة
عندنا قرية ..
وبيوت من طين ..
عندنا راوى ..
اسمه أمين ..
وليلاتى يلم السامر ..
فى الجرن البحرى ..
الناس تجرى ..
حتى عزيزة .. دى أم عيال ..
والله دا محال ..
ويقعد سى أمين ..
وبصوت عالى ..
مليان تمثيل ..
يحكى حكايته ..
ما تقول يا أمين ..
صلوا على الزين ..
(
الليلة الأولى )
ف اليوم الثامن عشر ..
من شهر تمانيه ..
وف ليلة قمرها كان فرحان ..
اتولدت طفلة ..
بعيون خضرا ووش مدور ..
أول شىء تعمله ف الدنيا ..
إنها تبكى ..
حاجه تحير ..
وإتلم الأهل والأحباب ..
والزغاريد قدام الباب ..
مبروك . مبروك . الفين مبروك ..
مبروك يا أبو عادل جتلك طفله ..
كل اللى يجيبه ربنا خير ..
يله يا أولاد لموا الأولاد ..
وتعالوا نسمى المحروسة ..
سمر .. سحر .. سهير ..ياسمين ..
واتعدل أبو عادل واتنهد مرة واثنين ..
مالك كده عمال تتنهد ..
إسمها ناهد ..
وجرينا وجريت أيامها ..
أحكى ياعم وهات م الأخر ..
عشره .. عشرين ..
والجسم اتدور ..
سبحان من صور ..
يا لا ياحلوين خشوا جحوركم ..
وانتوا يا وحشين فتحوا قبوركم ..
والرجل تحب .. والحيط تنهد ..
واسم الله عليها ماليه العين ..
وريحتها أحلى م الرياحين ..
الليل أهو طول ..
والناس تعبانه ..
قوموا نروح ..
ليالينا أهى جايه ..
والليله الجايه ..
تعرفوا مشورها معايا ..
(
الليلة الثانية )
ف الليلة الثانية ...
والناس أهى جايه ..
تستنى بقيت الحدوته ..
وحضر سى أمين ..
وقعد القعده المعهودة ..
وف ظل الليل الساكن ..
سيدنا أمين قاعد ساكت ..
جرى إيه يا أمين ..
ما تقول يا أمين ..
إزاى اتقابلوا الحلوين ؟
مين الحلوين ؟
جرى إيه يا أمين ..
ناهد وحكيم ..
ماهو برضه مخلص وأمين ..
حلوه أمين منك يا أمين ..
عاش كل سنينه ألم ودموع ..
كان صبره طويل ..
ماهو م الصابرين ..
أصل ظروفه صعبه شويه ..
صعبه شويه إزاى يا أمين ؟
هى ظروفه دى تبقى ظروف ..
روحى ياعينى ع المسكين ..
دى مرارة كاس صبر مرير ..
دى الدنيا تضحك له لثانيه ..
بعدين تسقيه المر سنين ..
دا حنانه سكن و ف قلبه ..
على كل الناس التانيين ..
ودا عابد ربه ..
اصله يا أخينا من الصالحين ..
وأخيرا صفيت أيامه ..
والفرح أهو جاله ..
عاش سعده ف لحظه ..
وقف يا أمين .. إزاى اتقابلوا ؟
صاحبة بنت اخته ..
إتقابلوا زى نجوم السيما ..
ما انتوا عارفين ..
صدف يا أمين ؟
سيد العارفين ..
كمل يا أمين ..
رقصت لياليه مع أيامه ..
وانفتحت طاقه قدامه ..
وأخيرا لقى فرحة قلبه ..
واهتزت كل مشاعره ..
ودموع الفرح تغطى عينيه ..
هاموا ف شوارعك يا بلدنا ..
واتداروا يا واد من حسادنا ..
بالليل سهروا مع نجومه ..
والقلب أهو فتح كل عيونه ..
شافوا ورد الحب مع زهوره ..
وأخدها ف حضنه ..
نامت فى عيونه ..
غطاها بجفونه ..
إداها حنانه ... غمض ف عينيه ..
يصحى يلاقى الوش التانى ..
ويلاقى الشمس حريقه .. والأرض دى نار ..
إزاى يا أمين ؟
أصل الستات يا بنى زى الدنيا ..
تديهم حب سنين ..
وتلاقى الغدر ف ثانيه ..
تجرى وراهم يهربوا منك ..
تديهم ضهرك ووراك جاريين ..
كمل يا أمين ..
ما تيلا نروح ..
فيه ليالى جايين ..
(
الليلة الثالثة )
مرت كام ليله ..
من بعد الليله ..
والكل ليلاتى يتجمع ..
و ف ليله كان بردها قارص ..
واتلم السامر حول الفارس ..
والله يا أمين حيرت قلوبنا ..
مش عارفين إيه أصل حكايتك ..
ما احنا كمان م الهوى دوبنا ..
اسمعوا يا ولاد ..
تيجوا نحكيها م الأول ..
دا ليلاتى كلامك يتحول ..
مره تخلينا نبات سابين ..
على كل جدودها النايمين ..
ومره تجرى دموعنا عليها .
.اصلها إيه محنش عارفين ..
اسمعوا يا ولاد ..صلوا على الزين ..
قلبها صافى ..
لمسة ايدها بلسم شافى ..
اخلاصها وملهش حدود ..
ايمان فى القلب بلا حدود ..
تقولشى ملاك وملهش خلود ..
بس ظروفها صعبه شويه ..
غرسوها حقد وكراهيه ..
منفعش معاها ..
غرسوها اشواك ..
طرحت ياسمين ..
ربك يحفظ عبده المؤمن ..
ما انتوا عارفين ..
تركوها بور ..
لا بتقبل شوك ولا رياحين ..
خايفه من كل الناس ..
ف نظرها كلنا خاينين ..
لو عاوز تدخل جواها ..
و ف أى طريق يمشى هواها ..
راح ندرس أصلها م الأول ..
وراح نعرف ايه اللى اتحول ..
على أهل البيت يلا ندور ..
بس مش الليله ..
(
الليلة الرابعة )
و ف ليله قمرها متدارى ..
اتلم السامر ..
و ف كل عيونهم دمعه ..
والحزن ف قلوبهم سارى ..
ودا كل ودانهم سامعه ..
وأمين عمال يحكى حكايته ..
ودموعه سايله على خدوده ..
وببطء ثوانى الليل الساكن ..يدخل سى حكيم ..
وبصوت مبحوح يصرخ عزوز ..
إلحق يا أمين دا حكيم مجروح ..
والجرح بينزف ..
وللحظه ثقيله والكل سكون ..
بدأت همهمة الصوت تعلا ..
دى طعنة خنجر ..
لأ ضربة سكين ..
أنستنا دلال صاحت ف دلال ..
يا اخونا دا رمش الحب الجارح صابه ..
وحكيم كمل خطاويه المعهوده ..
وسيول الدمع دى ممدوده ..
وادور وواجه السامر ..
وببطء شيوخ التسعين ..
قعد القعده المرصوده ..
ما تقول يا حكيم ناهد فين الليلادى ؟
تلاقيها ف البيت تتذوق ..
لا تلاقيها دردشه ستاتى ..
من أخر الجرن وبصوت مياس ..
سى حكيم عندى سئوال حساس ..
ناهد بتحبك ؟
رغم ما بيننا ..
وغم الحضن الدافى ..
وشعور الاحساس الطاغى ..
راح أقولك ..لأ ..
همهمة الصوت تعلا وتهبط ..
بصحيح يا حكيم ..
فيرد أمين بطشها جبار ..
بتخلى الدنيا قايده حريقه ..
بتخلى سواد الليل يمتد ..
يمكن حتى لبعد العصر ..
أسمع يا أمين ..
مش ممكن أبدا ها أسمحلك ..
تنهى الليله نهايه حزينه ..
وتمشى الناس ودموعها دفينه ..
دور جواها ..
يمكن تلقى منطقه نور ..
ممكن موجها يكون هايج ..
بس نسيمها كله عطور ..
ليه بتدور ع العتمه .. وتقول مش شايف حاجه ..
ما تيجى نروح تحت العواميد ...
بسمتها بتصحى الطير ..
ويغرد كل الألحان ..
طلعتها بتنور كل الدنيا ... وبتظهر كل الألوان ..
طب شفت أنت الغمازه ..
وعيونها الحلوه دى غمازه ..
دى خدودها أحلى من التفاح ..
ودا صوتها كروان صداح ..
ودى شهد رضابها .. أحلى ما فى الدنيا ..
عناقيد متعلقه ف صدورها ..
رمان متدور .. سبحان من صور ..
ودى لمسة ايدها جيتار على عود ..
متقلش قيثاره على ضهره ..
وبتعزف أحلى الألحان ..
ودى حركة ايدها وف شعره ..
حركة فنان ..
قدها مياس .. خلاه يحتاس ..
خط الوسط دا أصله خطير ..
وقف كل الناس طوابير ..
خلى سريره كأنه سحاب ..
ولا كأنه سرير هزاز ..
ونزلنا ع النص التحتانى ..
ملك وملكوت .. جبار جبروت ..
دا بيسحب كل مشاعره ..
ويوقف حتى شعور رجليه ..
مش ممكن يصمد قدامه ..
ودى كل جوارحه .. أصلها خدامه ..
عارف يا أمين ..إيه أحلى ما فيها ..
قولى يا فالحه ..
أحلى ما فيها .. كل ما فيها ..
حتى جنانها ..
روح يا أمين ..
(
الليلة الخامسة والأخيره )
و ف ليله قمرها كان زعلان ..
و ف نور الشمعه
اتلم السامر ..
و ف كل عيونهم دمعه ..
وقعد سى أمين ..
مش عارف فرحان ولا حزين ..
وبصوت مخنوق مليان بدموع ..
حكى لينا نهاية حدوته ..
وافترق الأحباب ودموعهم سايله بحور ..
دا قدر كداب ..
طوفانه ما تحوشه أى جسور ..
وبخطوه حزينه بضهور محنيه ..
مشيوا ستات مع رجاله ..
وانفض السامر ..
وفضلت مكانى ساعه واثنين ..
طب هعمل إيه .. مش قادر أصدق ..
بس أمين دا مش كداب ..
إزاى طوفان الحب نهايته سراب ..
حنية ايدها فيها ريحة الدم ..
بقى رمش عينيها خنجر مسموم ..
بقى دا معقول ..
وف نور الشمعه .. مع نار الشليه المنقاده ..
و ف عز متاهة عقلى ..
ودموعى سايله ومنقاده ..
ولقيت سى أمين ..مخنوق وحزين ..
وبصوت وكأنه ف سابع وادى ..
مالك زعلان تايه حيران ..
واشمعنى حكاية الليلادى ..
بص لى سى أمين ..
ودموعه عامله ما بيننا ضباب ..
أسمع يا بنى .. وتعالى نرجع حكايتنا ..
هى دموعها حنان وخضوع ..
دى دموع تمثيل ..
صدقنى يا بنى دا حقيقى ..
دى دموع تمثيل ..
وموعها السايله على خده ..
دى دموع تمثيل ..
شفايفها يا ما طبعت على فمه ..
برضه تمثيل ..
وايديها يا ما أخدت منه ..
بدموع تمثيل ..
جرى إيه يا أولاد ..
هى الحيات عايشه وسطينا ..
لبسين فساتين ..
(
خاتمه )
أوعاك .. أوعاك يا أمين ..
تطوى الصفحة على قلب حزين ..
اوعاك .. اوعاك يا أمين ..
تنهى حكايتك على دمع حكيم ..
صحيه ..صحيه من تانى ..
قوله الدنيا لسه بخير ..
قوله بناتنا لسه كتير ..
بقلوب بيضه وخد حرير ..
وإن كان قابلته عقربه واحده ..
أشجارنا مليانه عصافير ..
ما تقول يا أمين ..
أشجارنا مليانه عصافير
دى كانت مرحلة من حياتى أدمت قلبى وكفرت بالحب وبالبشر وقمت بكتابتها طوال فترة الخطوبه
موضوع: لا تطوى الصفحة 
الأحد سبتمبر 20, 2009 1:26 am
مشكور على هذة القصه الطيبه 
