الحلم الأمريكى أمبراطورية استعمارية الجزء الثالث

ـ وهنا أصعب الأمور فالمطلوب تفريغ عقول شباب كل الأمم الأخرى ومثقفيها من ثوابتهم ومعتقداتهم وأعرافهم سواء الثوابت ذات المرجعية الدينية أو الأيدلوجيات السياسية المناهضة للحلم الأمريكي أو ثوابت الهوية والانتماء والعلاقات الاجتماعية بين أفراد كل شعب وتوسيع الفجوة بين الحكام وشعوبهم ... أي بعمل فوضي داخل عقول الشباب والمثقفين يسمونها ( الفوضى الخلاقة ) يتم بعدها نشر الثقافة الأمريكية عـــــن طريق قناة الحرة وإذاعة سواء الصحف والمجلات وأقلام المثقفين الذين تم شراؤهم حيث تم ربط عقـــول الشباب بالحلم الأمريكي المتمثل في الحريات والتقدم العلمي والتكنولوجي والمستوي الاقتصادي المـــرتفع والشعور بالمواطنة من حقوق وواجبات ويساعدها علي ذلك افتقار شعوب الدول النامية لحرياتها ومستواها الاقتصادي المتدني وعدم الشعور بالأمان في التعامل مع سلطاته ويساعدها في ذلك سيطرة اللوبي اليهودي علي وسائل الأعلام في العالم أو جمعيات المجتمع المدني التي تم شراؤها ودعمها مثل مركز أبن خلدون .
ومن جهة تفريغ عقول الشباب والمثقفين من الثوابت الدينية فلقد تحالف الغرب الأوربي مع الأمريكية مع اللوبي اليهودي في ذلك فللغرب الأوربي باع طويل وقديم في مجال الحملات التبشيرية خلال الثلاث قرون الماضية تم عقد خلالها الكثير من المؤتمرات الكنسية في أوربا حيث تم مناقشة نتائج الحملات التبشيرية والتي نستطيع اعتبارها امتداد للحملات الصليبية وقد تم تلخيص النتائج في منتصف القرن الماضي إلي : ـ .
1 ـ أن العقبة الرئيسية وتكاد تكون الوحيدة أمام نجاح الحملات التبشيرية هي الإسلام والمسلمين ويجب تجهيز كل الإمكانيات للقضاء عليها ...
2 ـ أن المسلم سواء كان مؤمنا" أو عاصيا" لا يقبل أبدا" إهانة دينه أوربة أو رسوله صلي الله عليه وسلم ولا يقبل أبدا" أن يبدل دينه إلا في حالات نادرة جدا" جدا" وشخصية جدا" جدا" ومثال ذلك سلمان رشدي
وبعد عدة مؤتمرات ومداولات خلصوا إلي عدة نتائج مطلوب تنفيذها : ـ
1 ـ استمالة الحكام العرب والمسلمين وإخضاعهم للسماح للثقافة الغربية بغزو شعوبهم عبر وسائل أعلامهم
2 ـ أستماله وشراء الصفوة المثقفة والمؤثرة علي الرأي العام في كل بلد والمشاركة في صنع القرار في بلادها وتوجيهها لزعزعة الثوابت في نفوس الشباب حيث أصبح بقدرة قادر المقاومة إرهاب ... والعمليات الأستشهادية عمليات تخريبية وانتحارية والعدو الصهيوني دوله صديقة تربطنا بها علاقات ودية ومطلوب التطبيع معها .
3 ـ زعزعة العقائد الدينية المتأصلة في نفوس المسلمين مما يؤدي إلي ضياع الهوية الإسلامية والاستعانة في ذلك بالمستشرقين والصفوة المثقفة في كل بلد ...
4 ـ الغزو الثقافي الغربي بصورة سافرة وصريحة وموجهة لتزين الحلم الأمريكي
في عيون وقلوب الشباب العربي والمسلم ونشر العولمة الثقافية لطمس الهويات المحلية لكل شعب ـ والسماوات الثقافية المفتوحة بدون رقيب وشبكة الانترنت والسينما الأمريكية وبطلها الذي لا يقهر حامي الضعفاء وناشر الحب والسلام ومداعبة غريزة الشباب بالجنس والعري والدعوة إلي العلمانية والتفرقة بين الدين والدنيا والغزو الموسيقي الغربي الذي طمس هو بيتنا وموسيقانا الشرقية الجميلة حتي الشعر فقد تواري الشعر العمودي الموزون بمقاماته البديعة وظهور الشعر الحر بدعوى مواكبه التقدم والارتقاء .
ولا ننسي مؤتمرات السكان الداعية إلي إباحة الإجهاض وزواج المثل ( الرجل برجل والمرآة بمثلها )
وعدم تجريم ا لزنا طالما بغير الاتجار ومحاربة ختان الإناث وحق المر أه في الطلاق وغيرها من مظاهر الغزو الثقافي للإمبراطورية الأمريكية الجديدة .
وسبحان الله فمن الملاحظ أنه كلما أزداد نشر ثقافة العري والفجور أزداد تمسك الشباب بدينهم ...