الحلم الأمريكى أمبراطورية أستعمارية الجزء الأول

[ الحلم الأمريكى أمبراطورية استعمارية

مقدمة
بداية فأنا مصري حتى النخاع . فحب مصر يسكن في كل خلية حية في جسدي . أعشق تراب هذا البلد .. أحب أهلها البسطاء في المناطق الشعبية والقرى وليس طائفة المستغربين ( المتشبهين بالغرب ) .أكره حكوماتها المتعاقبة الظالمة الفاسدة المتخلفة .. ولكني أدوب حبا في شعبها ..
وبنفس قدر حبي لمصر وشعبها أكره أمريكا .. إ دارتها بمعاييرها المزدوجة وشعبها بثقافته المنحلة اللاخلاقيه وحتى ديمقراطيتها الجاهزة الباهتة المعالم والتي تريد أن تصدرها لنا فأنا أرفضها .
ولنتكلم عن أمريكا .. فبداية لن ننكر أبدا مدى التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي الامريكى وما حققته لأبنائها من رفاهية ومستوى إقتصادى مرتفع جعلها حلم يحلم به أبناء الدول النامية الكادحين والمطحونين الذين يبحثون في بلادهم عن خرم إبره يتنفسون منه هواءا" نظيفا" يشعرون معه بأداميتهم فلا يجدون ( ولكني مازلت أعتبره حلما زائفا" ) .
وهنا نجلس مع أنفسنا ونتسأ ل بعض الاسئله ونحاول الإجابة عليها .
السئوال الأول :- على أكتاف من قام هذا التقدم علميا واقتصاديا ؟
فنحن نعرف أن أمريكا كدوله ليس لها جذور تاريخية قديمة نتمكن من خلاله من دراسة مدي التطور العلمي والاقتصادي علي مر العصور .
فلقد قام التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي علي أكتاف علماء من دول أخري استقدمتهم أمريكا للعمل بها مستخدمة كل وسائل الأغراء والترغيب حتى وصل الأمر إلي الخطف وتهريبهم من بلادهم ....
حدث هذا مع العلماء الألمان بعد الحرب العالمية الثانية ... وعلماء دول المعسكر الشرقي قبل وبعد انتهاء الحرب الباردة وعلماء الإتحاد السوفيتي بعد تفككه وتحوله إلي جمهوريات ... حتى علماء العراق بعد الغزو الأمريكي للعراق ... ( هذا الكلام مثبت بتقارير مركز البحوث الأمريكية والتي تم نشرها وترجمتها ) ..
السؤال الثاني : ـ ما الهدف من استقطاب هذا القدر الهائل من العلماء وتحقيق هذا القدر الهائل من التقدم العلمي والتكنولوجي والإجابة أن الإدارات الأمريكية قبل وبعد الحربين العالميتين الأولي والثانية قد خططت لترث الإمبراطورتين الفرنسية والبريطانية في السيطرة علي العالم واستغلال موارده والاستفادة من خيراته .. مستفيدة في ذلك من أخطاء الفرنسيين والبريطانيين في بسط نفوذهم علي العالم معتمدة في ذلك علي عدة وسائل وطرق تكفل لها الهيمنة السياسية والهيمنة الاقتصادية والهيمنة الثقافية والهيمنة العسكرية علي العالم كله
الهيمنة السياسية للامبراطوريه الامريكيه
بعد الحرب العالمية الثانية ودخول الأمريكان الحرب كمحرر لأوربا من الألمان وكاسر شوكة اليابان بعد إلقاء القنبلتين علي كل من هيروشيما وناجازاكي .... بدأت تفكر في الهيمنة السياسية علي العالم استثمارا" لانتصارها في الحرب علي دول المحور ( المانيا – ايطاليا – اليابان ) وتحريرها لاوربا من الإحتلال الألمانى...مستفيدة فى ذلك بالدراسات التى أعدتها مراكز الدراسات الدولية الأمريكية ( والتي لها دور كبير في صنع القرار السياسي في أمريكا ) وحددت عده خطوط عريضة لتكوين الإمبراطورية الاستعمارية وتحريرها لأوروبا من الاحتلال الأماني ... ... وتم تقسيم العالم كمشروع جديد ( استعمار بمفهوم مختلف لما سبق ) إلي عده مناطق لغرض هيمنتها السياسية
_ أوربا
_ الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي
_ اليابان وجنوب شرق أسيا
_ المنطقة العربية أو ما يطلق عليه الشرق الأوسط
ونلاحظ من ذلك أن أفريقيا وأمريكا اللاتينية كانت خارج الحسابات

أولا :- التعامل مع أوربا
وجدت الادارة الامريكية أن أوربا ذات الحضارة العريقة والجذور التاريخية وإعتزازها بثقافتها وحضارتها وتاريخها فكان لابد لها من تعامل خاص.. فإستقطبت بريطانيا كتابع استراتيجى ( ومازالت) . وأنشأت مشروع (مارشال) لتعمير أوربا وبناء مادمره الألمان . واحتضنت ألمانيا الغربية. وتوجت هيمنتها بإنشاء حلف شمال الاطلنطى .. وبهذا فرضت هيمنتها السياسية على أوربا فيما عدا فرنسا بقيادة ديجول .
ثانيا:- التعامل مع الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية
خرج الأتحاد السوفيتي من الحرب العالمية الثانية منتصرا" ومعتبرا" نفسه هو السبب الوحيد في وقف الزحف الألماني وكسره وهزيمته مع أعتبار أنه محرر كل دول أوربا الشرقية حتي دخلت قواته نصف ألمانيا أو ما يعرف بألمانيا الشرقية ..... فوقف ندا للأمريكان وكون مع دول أوربا الشرقية ما يسمي بحلف ( وارسو ) للتصــــــدي لحلـــــــــــــف شمــــــال الأطلنطي
( ملحوظة كلمه شمال الأطلنطي ) تبين لنا أن السياسة الأمريكية أهملت أفريقيا وأمريكا اللاتينية ) وهنا بدأ العداء بين المعسكرين الشرقي والغربي وبدأت سنوات الحرب الباردة بين الأتحاد السوفيتي والأمبراطورية الأستعمارية الأمريكية الجديدة حتي أنتهي المطاف أخيرا" بأنهيار الأتحاد السوفيتي وحل حلف وارسو وتفككت الجمهوريات السوفيتية وهيمنت عليها أمريكا وأنتهت الحرب الباردة .
ثالثا" : ـ اليابان ودول شرق وجنوب أسيا
بعد أحداث المجازر النورية في كل من هيروشيما وناجازاكي أستسلم أمبراطور
اليابان للهيمنه الأمريكية وفرضت أمريكا سيطرتها علي دول شرق أسيا بعد طرد اليابانيين منها فيما عدا الصين وكوريا الشمالية وفيتنام الشمالية كانوا تحت سيطرة الحكم الشيوعي المناهض للرأسمالية الغربية .

وبذلك أحكمت الإمبراطورية الأمريكية حصارها للاتحاد السوفيتي من جهتي الشرق والجنوب الشرقي .
رابعا" : ـ المنطقة العربية

ولاستكمال الحصار علي الاتحاد السوفيتي من الجهة الجنوبية الغربية كان لابد من فرض السيطرة علي المنطقة العربية وللعلم هذه المنطقة كانت منطقة فراغ سياسي وما زالت حتى الآن وستظل إلي ما شاء الله منطقة فراغ سياسي أي أننا نعيش في منطقة جذب استعماري فجميع حكامها يعتمدون علي جهات أجنبية أيا كانت لتدعم عروشهم وكراسيهم وتدير لهم شئون بلادهم .
بالإضافة إلي أنه تم الكشوف عن منابع البترول وتعاظم ثرواتها البترولية
هذا بالإضافة إلي انحسار النفوذ الفرنسي والبريطاني ونتيجة للفراغ السياسي الموجود ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية بوادر المطامع الأمريكية في المنطقة .... والتي بدأت في البداية بدفع الحليف الاستراتيجي
( بريطانيا ) في واجهة مسرح الأحداث وتحرك أمريكا لمصلحتها الشخصية من وراء الستار واتخذت في ذلك عدة خطوات .
أرجو مراجعة كل ما تم ذكره من خلال الوثائق الأمريكية التي تم الأفراح عنها مؤخرا" ونشرها وترجمتها وهذا ما قام محمد حسنين هيكل بعرضه في سلسله حلقاته بعنوان حياتي علي قناة الجزيرة القطرية ) .
الخطوه الأولي : ـ
تمثلت في القيام بدور فعال زرع العدو الصهيوني ( أو ما يسمي بإسرائيل )
داخل الجسد العربي وبذلت كل ما في وسعها لضمان بقائها وتفوقها العسكري والاقتصادي علي الدول العربية مجتمعه وما زالت تبذل كل جهودها من دعم سياسي واقتصادي وأعلامي
( سنتكلم عن هذا بالتفصيل في الجزء الخاص لماذا نكره أمريكا ) .
الخطوة الثانية : ـ
دعم حكم ( نوري السعيد ) في العراق وأنشاء حلف بغداد وعمل كل ما بوسعها لضم جميع الدول العربية إلي هذا الحلف مستخدمة في ذلك التابع الاستراتيجي بريطانيا ( راجع الوثائق الأمريكية ) .

ـ الخطوة الثالثة : ـ بعد قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952في مصر وقبل أن تتبلور أيدلوجية محددة لنظام الحكم الجديد في مصر .......وضعت الإدارة الأمريكية خطة تسمي ( ألفا ) لاحتواء الحكم الجديد في مصر تحت أشراف أيزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة ويقوم بالتنفيذ كل من السفارة الأمريكية والسفارة البريطانية بالقاهرة بالإضافة إلي مبعوث شخصي من أيزنها ور الى عبد الناصر وتتلخص الخطة ( ألفا ) فى الأتى
ـ حث عبد الناصر علي القيام بصلح منفرد مع إسرائيل بأي شروط مصرية وفي مقابل ذلك .
ـ دعم مشروع إنشاء السد العالي عن طريق البنك الدولي
ـ أنشاء خط نقل بترول موازي لقناة السويس بدعم أمريكي كامل .
ـ استيراد أمريكا لكل الفائض من القطن المصري
ـ يحق لمصر عدم الانضمام لحلف بغداد علي ألا تحرض الدول الدول العربية علي عدم الانضمام .
ـ الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري ا لكامل لنظام الحكم الجديد في مصر
وبالفعل تمت المقابلة بين المبعوث الشخصي لايزنها وروكان صديقه الشخصي من خارج الوسط السياسي ) مع عبد الناصر وأبلغه بالتفاصيل دون الأعلان عن أن هذه البنود ضمن ما يعرف بالخطة ( ألفا )ىوماطل عبد الناصر في الرد كنوع من المناورة لكسب الوقت ....
وعندما أبرمت مصر صفقة الأسلحة السوفيتية سنة 1955 عن طريق تشيكوسلوفاكيا
تم وقف العمل بالخطة ألفا وأستبدالها بالخطة أوميجا وتتلخص في بند واحد هو القضاء علي عبد الناصر ونظام حكمه سواء بأسرائيل أو بغير إسرائيل ...
( راجع وثائق وزارتي الخارجية الأمريكية والبريطانية والتي تم الأفراج عنها ونشرها وترجمتها وراجع حلقات هيكل عل قناة الجزيرة وكتابات مصطفي بكري في الأسبوع
وهنا تم وقف تدعيم مشروع السد العالي وما تلا ذلك من تأميم قناة السويس ثم العدوان الثلاثي ثم الأنذار الأمريكي بسحب القوات علي طريق( واحد يضرب وواحد يلاقي) حيث كان رد الفعل عالميا" عنيفا" ضد العدوان .
شيء لزوم الشيء :
ـ بالرجوع إلي الخطة ألفا نجد أنه تم تنفيذها بعد الانتصار الكبير للقوات المصرية في حرب 73 حيث تم أحتواء نظام الحكم في مصر إلي الحضن الأمريكي بواسطة أعظم دبلوماسي في العالم هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ...........
فقد تم الصلح منفردا" مع إسرائيل مقابل الدعم الاقتصادي ( المعونة الأمريكية ) والسياسي والعسكري لمصر ... وتم أنشاء خط أنابيب لنقل البترول من السويس إلي الإسكندرية أو ما يعرف بخط سوميد
الخطوة الرابعة : ـ بعد فشل الإدارة الأمريكية في احتواء عبد الناصر ... واكب ذلك ظهور منابع البترول في دول الخليج اتجهت السياسة الأمريكية إلي احتواء زعماء هذه الدول ( وما زالت ) مخوفه أياهم من المد الثوري في مصر وسوريا والعراق ..........
وتتبلور السياسة الحالية للإمبراطورية الأمريكية في الهيمنة علي حكام الدول العربية بتقديم الدعم لهم لاستمرارهم والمحافظة علي كراسيهم مع التهديد بأثارة الفتن الداخلية كأثارة موضوع الفتنة الطائفية في مصر وتدعيم أيمن نور لضمان الخضوع التام وعندما خرجت السودان عن السيطرة ثم إثارة مشكلتي الجنوب مرة ودارفور مره وأعطاءهما بعدا دوليا" ... أو أتهام بعض الدول بمحور الشر وفي النهاية الاحتلال العسكري السافر .......
ونلاحظ مما سبق أن أمريكا مهما أنبهرنا بها وحلمنا بها ما هى إلا مشروع إمبراطوري استعماري بأسلوب حديث ( استعمار .. أون .. لاين ) وسنتكلم في الجزء الثانى عن الهيمنة الاقتصادية للإمبراطورية الاستعمارية الأمريكية ...

هيلااااااااااا هوب
عمنا دخل عند أمنا الغوله .... جوانتاناموا لسه مفتوح ياعمنا